أخبار مهمةدروس دينيةعاجلمقالات وأراء

الزلازل عظاتٌ وعبرٌ ، للدكتور محمد حرز

الزلازل عظاتٌ وعبرٌ ، للدكتور محمد حرز 

 

الزلازل عظاتٌ وعبرٌ  بصيغة word ، للدكتور محمد حرز.

 

الزلازل عظاتٌ وعبرٌ  بصيغة pdf ، للدكتور محمد حرز.

 

 

الزلازل عظاتٌ وعبرٌ ، للدكتور محمد حرز.

 

أولاً: الزلازلُ دليلٌ على قدرةِ الله. 

ثانيًا: كيف الحال إذا رجت الأرض رجا ؟

ثالثًا وأخيرًا :واجبنا تجاه الزلازل .

 

ولقراءة الزلازل عظاتٌ وعبرٌ ، للدكتور محمد حرز : كما يلي:

 

  الزلازلٌ عظاتٌ وعبرٌ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَسَطَ الْأَرْضَ فَجَعَلَهَا قَرَارًا، وَأَرْسَى الْجِبَالَ وَجَعَلَهَا أَوْتَادًا، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا، أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَا مَلْجَأَ لِلْعِبَادِ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا مُعْتَمَدَ إِلَّا عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَعْرَفُ الْخَلْقِ بِرَبِّهِ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا…. أما بعد……فأوصيكُم ونفسي أيها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102)

أيها السادةُ:(( الزلازلٌ عظاتٌ وعبرٌ  )) عنوانُ خطبتِنَا .

أولاً: الزلازلُ دليلٌ على قدرةِ الله.                 ثانيًا: كيف الحال إذا رجت الأرض رجا ؟

ثالثًا وأخيرًا :واجبنا تجاه الزلازل .

أيها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن الزلازلِ عظات وعبر وخاصة سَمِعْنَا وَإِيَّاكُمْ مَا يُحْزِنُ الْقَلْبَ، وَتَدْمَعُ لَهُ الْعَيْنُ، مِمَّا حَدَثَ مِنْ زِلْزَالٍ مُدَمِّرٍ فِي بَعْضِ الدُّوَلِ، وَاَلَّذِي نَتَجَ عَنْهُ آلَافُ اَلْقَتْلَى وَالْمُصَابِينَ، خِلَالَ دَقَائِقَ مَعْدُودَةٍ في تركيا وسوريا مشاهد تبكي العين بدل الدموع دمًا فاجعة هَزَّت أركان العالم بكى فيها الغير والكبير والرجل والمرأة فجعة هدمت فيها البيوت والعمارات على أصحابها وأولادهم وأموالهم ولا حول ولا قوة إلا بالله مشهد مصغر من أحداث يوم القيامة خرج الناس من بيوتهم حفاة عراة، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أولاً: الزلازلُ دليلٌ على قدرةِ الله

أيها السادةُ : الزَّلَازِلُ والبَراكِينُ، والعَواصِفُ والفَيَضاناتُ، والكُسوفُ والخُسوف، واللَّيلُ والنَّهارُ، والشَّمسُ والقَمرُ، والحَرُّ والبَرْدُ، والنُّجومُ والأَفْلاكُ؛ كُلُّهَا مِنْ آياتِ تعالى، الدَّالَّةِ على وَحْدانِيَّتِهِ ورُبوبِيَّتِهِ ووجوده، وعَظِيمِ قُدْرَتِه، وكَمالِ تَدْبِيرِه، واستحقاقِهِ للعبادة وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ الخَلْقَ كُلَّهم مُفْتَقِرونَ له، خَاضِعونَ له، ليس للطَّبيعَةِ في ذلك أمرٌ، ولا قُدْرَةٌ، فما أصابَنَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَنا، وما أخْطَأَنا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَنا. بل إِنَّ دَلَائِلَ رُبُوبِيَّةِ اللهِ تَعَالَى، وَدَلَائِلَ وَحْدَانِيَّتِهِ فِي أُلُوهِيَّتِهِ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى؛ فَالسَّمَاءُ ذَاتُ الْأَبْرَاجِ، وَالْأَرْضُ ذَاتُ الْفِجَاجِ، وَالْبِحَارُ ذَاتُ الْأَمْوَاجِ، كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ وَجَبَرُوتِهِ وَمُلْكِهِ وَقُوَّتِهِ)): إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)) آل عمران: 190، فَهُوَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ، وَسَوَّاهَا فَوْقَنَا وَرَفَعَ((وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} الحج: 65، وَهُوَ الَّذِي بَسَطَ الْأَرْضَ وَثَبَّـتَهَا بِالْجِبَالِ وَأَرْسَاهَا، فَلَا يَقْدِرُ عَلَى دَوَامِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وإِبْقَائِهِمَا إِلَّا هُوَ((إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا  ((فاطر: 41، فَمَا أَعْظَمَ قُدْرَةَ اللهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ! فَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  ))فصلت53 ومِن آياتِ اللهِ -سبحانَهُ-: زلازلُ مدمرةٌ وأوبئةٌ وأمراضٌ مهلكةٌ وأعاصيرُ عاتيةٌ وأمواجٌ وفيضاناتٌ طاغيةٌ وحرائقٌ مخيفةٌ ورياحٌ تسيرُ بسرعاتٍ مذهلةٍ وجنودٌ غيرُ متناهيةٍ ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ (المدثر: 32)وآياتٌ مسخراتٌ لا تطيقُها الطاقاتُ ولا تقدرُ عليها القدراتُ ولا تنفعُ معها التنبؤاتُ والترصداتُ، قال جلَّ وعلا:﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ (النحل:45: 47(ويقولُ سبحانَهُ وتعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ الملك: 16، 17.فسبحانكَ ربَّنَا ما أعظمَك فلا قدرةَ فوقَ قدرتِكَ ولا قوةَ فوقَ قوتِكَ تخلقُ ما تشاءُ وتأمرُ بمَا تشاءُ وتمسكُ ما تشاءُ عمَّن تشاءُ وترسلُ ما تشاءُ إلى مَن تشاءُ، سبحانَك ما أعظمكَ! هواءٌ وماءٌ وأرضٌ وسماءٌ وبرٌّ وبحرٌ ونجومٌ وكواكبُ وإنسٌ وجنٌّ ومخلوقاتٌ كثيرةٌ ما لا نعلمُهُ منها أكثر ممَّا نعلمُهُ ومالا نراهُ منها أكثر مِن الذي نراهُ، وكلُّهُم جنودٌ للهِ خاضعونَ لعظمةِ اللهِ جلَّ جلالهِ. فمَن تأملَ في هذا كلِّه علمَ وأيقنَ كمالَ قدرةِ اللهِ -تعالى-، ورحمتهِ بعبادهِ، وعظمتهِ سبحانَهُ، وأبداعهِ في خلقهِ.. وللهِ درُّ القائلِ : 

وفي كلِّ شيءٍ لهُ آيةٌ *** تدلُّ على أنَّهُ الواحدُ

ولما سُئل َالأعرابيُّ: ما الدليلُ على وجود ِاللهِ؟ فقالَ: الأثرُ يدلُ على المسيرِ، والبَعْرَةُ تدلُ على البعيرِ، فسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرضٌ ذاتُ فجاجٍ وبحارٌ ذاتُ أمواجٍ ألا يدلُّ ذلك على السميعِ البصيرِ؟

للهِ في الآفاقِ آياتٌ لعلَّ *** أقلّهَا هو ما إليهِ هداكَا
ولعلَّ ما في النفسِ مِن آياتهِ *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكَا
والكونُ مشحونٌ بأسرارٍ إذا *** حاولتَ تفسيرًا لهَا أعياكِا

  ألم يقل الحق تبارك وتعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (  الأعراف :96)

ومِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى العظيمةِ على عِبادِه – والتي يَغْفُلُ عنها كثيرٌ من الناس:نِعْمَةُ ثَباتِ الأرض؛ كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ (غافر: 64) وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ النمل: 61.واللهُ سبحانه يَبْتَلِي عِبادَه بِالزَّلازِلِ والبَراكِينِ؛ لِيُذَكِّرَهُمْ بِنِعْمَةِ ثَبَاتِ الأرضِ، وبَسْطِها وتَسْوِيَتِها، وتَمْهِيدِها لاسْتِقْرارِ الخَلائِقِ على ظَهْرِها، والتَّمَكُّنِ مِنْ حَرْثِها وغِراسِها، والبُنيانِ عليها، والانتفاعِ بما فيها مِنْ خَيْراتٍ: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6، 7]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ (الغاشية: 20 )جَعَلَهَا لَنَا ذَلُولاً نَعِيشُ عَلَى ظَهْرِهَا وَنَسِيرُ فِي فِجَاجِهَا، قَدْ أَرْسَاهَا بِالْجِبَالِ، وَبَسَطَهَا ذُو الْـجَلاَلِ، وَجَعَلَهَا مِنْ أَعْظَمِ الآيَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ خَلْقِهِ، وَعَظَمَةِ صُنْعَتِهِ (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ )(الحجر:19)هَل رَأيتُم ذلكَ الرَّجلَ وهو يَنظرُ إلى بَيتِهِ وقَد أصبَحَ قَبراً لأفرادِ أُسرَتِهِ، نَظرةً لا يَسٍتطيعُ الكلامُ لَها وَصفاً؟ هَل سَمعتُم ذلكَ الأبَّ الذي لَم يَستَطِعْ أن يُنقِذَ ابنَهُ مِن تَحتَ الأنقاضِ، فَأصبَحَ يُلَقِنَّهُ الشَّهادةَ؟ هَل لاحظتُم تِلكَ الأمَّ وهِي تُعَانقُ ابنتَها العِناقَ الأخيرَ، فَتخرجُ الأرواحُ مَتعَانِقةً كَما كَانتْ في الدُّنيا؟ هل تأملتُم في تِلكَ الأختِ الصَّغيرةِ وهي تَحمي أخَاها الصَغيرَ بِجِسمِها تَحتَ الأنقاضِ؟ هَل أَبكَاكُم ذَلكَ الجَنينَ الذي وَلدَتْهُ أمُّهُ تَحتَ الحُطامِ؟ وكأنَّنا نَرى صُورةً مُصغرةً لأهوالِ الآخرةِ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ  يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)(الحج: 1 ، 2)، وعِندَما تَأكَدَتْ أَنَّهُ استَقبلَ الحياةَ وَدَعَتْهُ وهو لا يَعلمُ مَعنى الوَداعِ.هَل رأينا بأعيِنِنا كَيفَ هُوَ ضَعفُ الإنسانِ أمامَ أَقدارِ الرَّحمنِ؟ هَل ظَهرَ لَنا نِعمةَ قَرارِ الأرضِ وسُكونِها؟ (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)مِنْ عَلاماتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى: كَثْرَةُ الزَّلازِلِ وشمولُها، ودوامُها؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ – وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ – حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ» رواه البخاري.وهذه الزَّلاَزِلُ الدُّنيويَّةُ تُذَكِّرُنا بِيَومِ القيامَةِ، وأهوالِ الآخِرَةِ، فهي من أشراطِها، وتُذَكِّرُ بها؛ قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ الحج: 1، 2.

وَمِنْ حِكَمِهَا وَدُرُوسِهَا: تَخْوِيفُ الْعِبَادِ وَتَذْكِيرُهُمْ كَيْ يُحَاسِبُوا أَنْفُسَهُمْ، وَيَتُوبُوا إِلَى رَبِّهِمْ، وَيَجْتَنِبُوا مَا يُغْضِبُ خَالِقَهُمْ؛ وَلاَ يَغِيبُ عَنْ بَالِنَا قَوْلُ اللـهِ جَلَّ وَعَلاَ  (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)(الإسراء: 59)قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ اللهَ يُخَوِّفُ النَّاسَ بِمَا شَاءَ مِنْ آيَةٍ لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ، أَوْ يَذَّكَّرُونَ، أَوْ يَرْجِعُونَ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْكُوفَةَ رَجَفَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ t، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَاعْتِبُوهُ) [رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ(

وتُصِيبُ الزَّلَازِلُ أيها الأخيارالمؤمنين والكافرين، وما يَقَعُ لِبَعْضِ بِلادِ المسلمين من الزَّلازِلِ المُدَمِّرة ونحوِها؛قَدْ يكونُ: مِنَ الابْتِلاءَاتِ التي يُكَفِّرُ اللهُ بِهَا السَّيِّئَاتِ، ويَرْفَعُ بها الدَّرَجَاتِ؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ ﴾البقرة: 155؛ وقال سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ الأنبياء: 35؛ وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم.وقَدْ يكونُ: عُقُوبَةً عَلَى المَعاصِي؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]؛ وقال: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]؛ وقال: ﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]؛ وقال: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 45]. ولَمَّا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه، حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ، فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَحْدَثْتُمْ؟ لَقَدْ عَجِلْتُمْ! لَئِنْ عَادَتْ؛ لَأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيْكُمْ» صحيح – رواه البيهقي.

وقَدْ يكونُ: ابْتِلاءً لِقَومٍ، وعُقُوبَةً لِآخَرِين مِنْ نَفْسِ البَلَدِ، وللهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ، وهو أعلمُ بِخَلْقِه: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾الملك: 14.
فَانْتِشَارُ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي -عِبَادَ اللهِ- وَعَدَمُ إِنْكَارِهَا، وَالْأَخْذِ عَلَى أَيْدِي السُّفَهَاءِ الْمُعْلِنِينَ بِهَا – مِنْ مُوجِبَاتِ الْبَلَاءِ، وَكَثْرَةِ الْمَصَائِبِ وَالْوَبَاءِ، وَخُصُوصًا الرِّبَا وَالزِّنَا وَتَحْكِيمَ غَيْرِ شَرْعِ اللهِ تَعَالَى؛فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

فَاتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ – وَاعْتَبِرُوا بِمِثْلِ هَذِهِ الزَّلَازِلِ وَالْآيَاتِ، وَلْنَتُبْ إِلَى رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، وَلْنَتَذَكَّرْ قَوْلَهُ تَعَالَى: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام: 65].

ثانيًا: كيف الحال إذا رجت الأرض رجا ؟

أيها السادة : زلزل أخرج الناس من بيوتهم في حالة من الرعب والخوف والهلع فكيف الحال إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكيف الحال يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ( فكيف الحال (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا   وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) فكيف الحال (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ) فكيف الحال ( يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه )) (عبس:34-37) وصدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول:” مَن سرَّهُ أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّهُ رأيُ عَينٍ فليقرأ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ)) فكِّر في لحظه سيُنادى عليك فيها على رؤوس الأشهاد ليكلمك الله جلا وعلا ليس بينك وبين الله تُرجمان.. فكِّر في لحظةٍ تُنصب فيها الموازين.. فكِّر في لحظةٍ يُنصب فيها الصراط.. فكِّرْ في لحظةٍ ترى فيها جهنم والعياذ بالله، قد أُوتي بها لها سبعون ألف زمام مع كل زِمَامْ سبعون ألف ملك يجرونها.

مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المغرورْ *** يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورْ

إِذَا كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُدْنِيَتْ *** حَتَّى عَلَى رَأْسِ الْعِبَادِ تَسير

وَإِذَا النُّجُومُ تَسَاقَطَتْ وَتَنَاثَرَتْ *** وَتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُورْ

وَإِذَا الْجِبَالُ تَقَلَّعَتْ بِإِصُولهِا *** فََرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابْ تَسِيرْ

وَإِذَا الْعِشَارُ تَعَطَّلَتْ وتخربت *** خِلْتَ الدِّيَارَ فَمَا بِهَا مَعْمُورْ

وَإِذَا الْوُحُوشُ لَدَى الْقِيَامَةِ أُحْشِرَتْ *** وَتَقُولُ لِلأَمْلاكِ أَيْنَ نَسِيرْ

وَإِذَا الْجَلِيلُ طَوَى السَّمَا بِيَمِينِه *** طَيَّ السِّجِلِ كِتَابَهُ الْمَنْشُورْ

ِوَإِذَا الصَّحَائِفُ نُشِّرَتْ وَتَطَايَرَتْ *** وَتَهَتَّكَتْ لِلْعَالَمِينَ سُتُورْ

وَإِذَا الْوَلِيدُ بِأُمِّهِ مُتَعَلِّقٌ *** يخَشَى الْقِصَاصَ وَقَلْبُهُ مَذْعُورْ

هَذَا بِلا ذَنْبٍ يَخَافُ جِنَايَةً *** كَيْفَ الْمُصِرُّ عَلَى الذُّنُوبِ دُهُورْ

وَإِذَا الجَحِيمُ تَسَّعَرَتْ نِيرَانُهَا *** وَلَهَا عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ زَفِيرْ

وَإِذَا الجِنَانُ تَزَخْرَفَتْ وَتَطَيَّبَتْ *** لِفَتَىً عَلَى طُولِ الْبَلاءِ صَبُورْ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ:

أيها السادة : الواجب علينا عِنْدَ وُقوعِ الزَّلازِلِ وغَيْرِها مِنَ الآياتِ العَظِيمَة: التَّضَرُّعُ إلى تعالى، والإنابةُ إليه، والإقلاعُ عن المعاصي، والمُبادرةُ إلى التَّوبةِ، والاستغفارِ، والإلحاحُ إليه بالدُّعاءِ، والذِّكْرِ، والصَّدَقَةِ، وغَيرِها من الأسبابِ التي يُسْتَدْفَعُ به العذابُ والنِّقَم. قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]؛ وقال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]. قال ابن تيمية رحمه الله: (السُّنَّةُ فِي أَسْبَابِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ: أَنْ يَفْعَلَ الْعَبْدُ عِنْدَ أَسْبَابِ الْخَيْرِ الظَّاهِرَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يَجْلِبُ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَعِنْدَ أَسْبَابِ الشَّرِّ الظَّاهِرَةِ مِنْ الْعِبَادَاتِ مَا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ الشَّرَّ الواجب علينا : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فَلْنَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَلْنَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلْنَتْرُكِ الْمَعَاصِيَ وَالْمُنْكَرَاتِ؛ حَتَّى لَا يَعُمَّنَا اللهُ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ؛ فَإِنَّ الذُّنُوبَ وَالْمَعَاصِيَ تَجْلِبُ الْعُقُوبَاتِ؛ فَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ! وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ! فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ» أَيِ الْفُسُوقُ وَالْفُجُورُ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

الواجب علينا: أن نتقي الله جل وعلا ونتوب ونرجع الى الله  قال جل وعلا ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ)الدعاء لهم ومساندتهم وكيف لا؟ وصدق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إذ يقول كما في صحيح مسلم من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)وصدق النبي r إذ يقول كما في صحيح البخاري مسلم منْ حديث أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ)والله إِنَّ قُلُوبَنَا لَيَعْصِرُهَا الْأَلَمُ عَلَى مَا حَلَّ بِإِخْوَانِنَا فِي سُورِيَا وَتُرْكِيَا مِنْ هَذِهِ الزَّلَازِلِ الَّتِي قَدَّرَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ، فَيَنْبَغِي مَدُّ يَدِ الدُّعَاءِ وَالْعَوْنِ لَهُمْ، فَمُصَابُهُمْ عَظِيمٌ وَخَطْبُهُمْ جَسِيمٌ، وَعزاؤنا في هؤلاء قول بِأَنَّ مَنْ مَاتَ بِسَبَبِ سُقُوطِ الْبُنْيَانِ عَلَيْهِ فَلَهُ أَجْرُ الشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

حفظ الله مصر من كيد الكائدين، وشر الفاسدين وحقد الحاقدين، ومكر الـماكرين، واعتداء الـمعتدين، وإرجاف الـمُرجفين، وخيانة الخائنين.

                                                           كتبه العبدُ الفقيرُ إلى عفو ربِّهِ

د/ محمد حرز

 إمام بوزارة الأوقاف

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »